في عالم كرة القدم الحديثة، حيث تدور العجلات بسرعة البرق وتتغير الأحوال في لمح البصر، يظل اللاعب السعودي Saud Abdulhamid أحد أبرز النقاط التي تثير الجدل في الساحة الرياضية. بعد انتقاله إلى نادي روما الإيطالي قادمًا من الهلال السعودي الصيف الماضي، لم يحظَ اللاعب بالفرصة الكافية لإثبات ذاته على المستطيل الأخضر مع فريق العاصمة الإيطالية، مما أثار تساؤلات حول مستقبله واحتمال رحيله عن النادي.
منذ انضمام سعود عبد الحميد إلى صفوف روما، واجه اللاعب صعوبة كبيرة في كسب مكانة أساسية ضمن التشكيلة. ظهرت هذه المشكلة بشكل واضح مع كل مدرب تعاقب على الفريق، بدءًا من دانييلي دي روسي، ثم إيفان يوريتش، وأخيرًا كلاوديو رانييري الذي تم تعيينه مؤخرًا كمدير فني مؤقت.
شارك عبد الحميد في ست مباريات فقط حتى الآن، سجل خلالها هدفًا واحدًا وصنع تمريرة حاسمة، لكنه لم يحصل على الفرصة المناسبة ليظهر بشكل منتظم. يبدو أن المنافسة الشرسة في مركز الظهير الأيمن، حيث يتصدر ديفاين رينش وزكي تشيليك القائمة، بالإضافة إلى استخدام جيانلوكا مانشيني كخيار آخر في نفس المركز، قد حرمت سعود من فرصته.
على الرغم من التقارير التي تشير إلى استبعاد سعود عبد الحميد من خطط رانييري، إلا أن الصحفي الإيطالي فيليبو بيافورا أكد عبر برنامج "المنتصف" أن مستقبل اللاعب لا يتوقف على المدرب الحالي فقط. بل إن القرار النهائي بشأن بقاءه أو رحيله سيُتخذ بناءً على المدير الفني الجديد الذي سيسند إليه قيادة الفريق في الموسم المقبل.
بيافورا أشار إلى أن سعود سيستمر كجزء من تشكيلة روما حتى نهاية الموسم، ومن ثم سيتم تقييم أدائه ومدى توافقه مع الفلسفة الجديدة للمدرب القادم. وأكد أن اللاعب لديه الوقت للتأقلم والتزامن مع أي خطة تقنية جديدة قد يتم وضعها.
مع استمرار غموض المستقبل، برزت عدة سيناريوهات محتملة بشأن وجهة سعود عبد الحميد:
- البقاء في روما : إذا ما نجح اللاعب في إقناع المدرب الجديد بقدراته، فقد يحصل على فرصة جديدة لتأكيد نفسه داخل الفريق.
- العودة إلى السعودية : إذا لم يجد سعود مكانًا له في تشكيلة روما، فإن العودة إلى الدوري السعودي تبدو خيارًا واردًا، خاصة وأن ناديه السابق الهلال يبقى الخيار الأقرب والأكثر تناغمًا مع طموحاته.
- الانتقال إلى نادٍ آخر في أوروبا : هناك من يرى أن إعارة سعود إلى نادٍ آخر في أوروبا قد تكون الحل الأمثل لتوفير دقائق لعب أكثر وإعادة الثقة بالنفس إلى اللاعب.
أوضح بيافورا أن إبعاد سعود عبد الحميد عن المشاركة ليس بالضرورة نتيجة ضعف أدائه الشخصي، بل يعود إلى مشكلات الفريق ككل. نتائج روما المتواضعة هذا الموسم تجعل من الصعب على أي لاعب جديد كسر حاجز التنافسية والظهور بشكل لافت. لذلك، ربما يحتاج سعود إلى وقت أطول ليثبت جدارته.
من جانب آخر، أبدى الإعلامي الرياضي ماجد الفهمي تحفظًا على تضخيم وضع سعود عبد الحميد، معتبرًا أن الأمر طبيعي بالنسبة لأي لاعب ينتقل إلى بيئة جديدة. وأشار إلى أهمية إعطاء اللاعب فرصة للتطور والتدرج مع الفريق.
كما اقترح الفهمي فكرة إعارة سعود إلى نادٍ آخر يتيح له اللعب بشكل منتظم، مع إدراج بند أحقية الشراء في العقد. هذا الخيار قد يكون الأنسب لتحقيق مصلحة جميع الأطراف، سواء كان ذلك داخل أوروبا أو في الدوري السعودي.
بين روما والهلال، وبين البقاء أو البحث عن فرصة جديدة، يواجه سعود عبد الحميد اختبارًا مهمًا في مسيرته الكروية. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها، إلا أن الفرص لا تزال قائمة أمامه لإثبات قدراته وإحداث الفارق. وسيكون القرار النهائي بشأن مستقبله بمثابة نقطة تحول كبيرة في حياته المهنية.